فيها: كان القبض على الخليفة الطائع لله وخلافة القادر بالله أبي العباس أحمد بن الأمير إسحاق ابن المقتدر بالله، وكان ذلك في يوم السبت التاسع عشر من شعبان منها، وذلك أنه جلس الخليفة على عادته في الرواق وقعد الملك بهاء الدولة على السرير، ثم أرسل من اجتذب الخليفة بحمائل سيفه عن السرير ولفوه في كساء وحملوه إلى الخزانة بدار المملكة. ثم عجز عبد الرحمن بن عيسى فعزل بعد خمسين يوما، وقلد الوزارة أبو جعفر بن القاسم الكرخي، فصادر علي بن عيسى بمائة ألف دينار، وصادر أخاه عبد الرحمن بن عيسى بسبعين ألف دينار، ثم عزل بعد ثلاثة أشهر ونصف، وقلد سليمان بن الحسن، ثم عزل بأبي الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات، وذلك في السنة الآتية. توفي في هذه السنة عن ست وثمانين سنة. وهي هضبات متجاورات بحذاء هضبة من سلمى وأجإ فيها ماء وقيل أجول واد أو جبل في ديار غطفان عن نصر. واد بالحجاز. قال الحفصي الأشيقر جبل باليمامة وقرية لبني عكل.
يسمى أحامر قرى وقرى ماء نزلته الناس قديما وكان لبني سعد من بني أبي بكر بن كلاب أحامرة: بريادة الهاء. ذو أراط واد في ديار بني جعفر بن كلاب في حمى ضرية، ويقال بفتح الهمزة، وذو أراط ودا لبني أسد عند لغاط، وذو أراط أيضا واد ينبت الثمام والعلجان بالوضح وضح الشطون بين قطيات وبين الحفيرة حفيرة خالد. البجد: جمع بجاد وهو كساء مخطط، وقيل: ورشة المنيوم الرياض ألومة واد لبني حرام من كنانة قرب حلي وحلي حد الحجاز من ناحية اليمن. أصبهان: منهم من يفتح الهمزة وهم الأكثر وكسره آخرون منهم السمعاني وأبو عبيد البكري الأندلسي وهي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها ويسرفون في وصف عظمها حتى يتجاوزوا حد الاقتصاد إلى غاية الإسراف وأصبهان اسم للإقليم بأسره وكانت مدينتها أولا جيا ثم صارت اليهودية وهي من نواحي الجبل في آخر الإقليم الرابع طول ست وثمانون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان. صاحب سيراف والبصرة وغيرهما، كان أولا يخدم بالكرخ، وكان منصورا له أنه سيملك، كان أصحابه يهزؤون به، فيقول أحدهم: ابواب حمامات المنيوم إذا ملكت فأي شيء تعطيني؟ ويقال: إن الشيعي لما دخل السجن الذي قد حبس فيه عبيد الله هذا وجد صاحب سجلماسة قد قتله، ووجد في السجن رجلا مجهولا محبوسا فأخرجه إلى الناس، لأنه كان قد أخبر الناس أن المهدي كان محبوسا في سجلماسة وأنه إنما يقاتل عليه، فقال للناس: هذا هو المهدي - وكان قد أوصاه أن لا يتكلم إلا بما يأمره به وإلا قتله - فراج أمره.
من حومل تلعات الجو أو أودا كذا روي في هذه الأبيات بالضم، وقيل هو واد كان فيه يوم من أيام العرب. إن كان مات كافرا. وقد كان شهما شجاعا، ظفر بجماعة ممن خالفه وناوأه وقاتله وعاداه، فلما مات قام بأمر الخلافة من بعده ولده أبو القاسم الملقب: بالخليفة القائم بأمر الله. وكان عمره يوم مات ستا وتسعين سنة رحمه الله. أبو المنجا الفقيه الفرضي المالكي، له كتاب في الفقه على مذهب مالك، وله مصنفات في الفرائض قليلة النظير، وكان أديبا إماما فاضلا صادقا، رحمه الله. قال الخطيب: كان ثقة، كتب الكثير وجمع ما لم يجمعه أحد في وقته، بلغني أنه كتب مائة تفسير ومائة تاريخ، وخلف ثمانية عشر صندوقا مملوءة كتبا أكثرها بخطه سوى ما سرق له، وكان حفظه في غاية الصحة، ومع هذا كان له جارية تعارض معه - أي: تقابل ما يكتبه - رحمه الله تعالى. وقال مالك والشافعي يغيرها إن قدمت لأن عليه إزالة كل سنة جائرة سنها أحد من المسلمين فضلا عما سن أهل الكفر فهذا كاف في حكم أراضي الخراج. وقال نصر لطييء الأخطب لخطوط فيه سود وحمر.
وقال ابن خالويه: لا يعرف من اسمه إبراهيم وكنيته أبو عبد الله سواه. نظر إليه ابن خزيمة يوما فقال: معلم المنيوم الرياض حياة أبي حامد تحول بين الناس وبين الكذب على رسول الله ﷺ. فقال: استرحنا من دنياكم الوخيمة. ولما حضرته الوفاة نظر إلى زاوية البيت، فقال: قف رحمك الله، فإنك عبد مأمور وأنا عبد مأمور، وما أمرت به لا يفوت وما أمرت به يفوت. في المحرم منها خرج الخليفة الراضي وأمير الأمراء محمد بن رائق من بغداد، قاصدين واسط لقتال أبي عبد الله البريدي نائب الأهواز، الذي قد تجبر بها ومنع الخراج، فلما سار ابن رائق إلى واسط خرج الحجون فقاتلوه، فسلط عليهم بجكم فطحنهم، ورجع فَلّهم إلى بغداد، فتلقاهم لؤلؤ أمير الشرطة فاحتاظ على أكثرهم ونهبت دورهم، ولم يبق لهم رأس يرتفع، وقطعت أرزاقهم من بيت المال بالكلية. فانصرف عنه نفطويه ولم يرد عليه. وفيها: قتل ناصر الدولة أبو الحسن بن حمدان نائب الموصل عمه أبا العلاء سعيد بن حمدان لأنه أراد أن ينتزعها منه، فبعث إليه الخليفة وزيره أبا علي بن مقلة في جيوش، فهرب منه ناصر الدولة، فلما طال مقام ابن مقلة بالموصل ولم يقدر على ناصر الدولة رجع إلى بغداد، فاستقرت يد ناصر الدولة على الموصل.